منذ نعومة أظافرها، أظهرت الفنانة التشكيلية كوثر بوسحابي، موهبة استثنائية في الرسم، حيث كانت تمارس هذه الهواية في كل الأوقات والأماكن، كانت بداياتها المبكرة بمثابة الشرارة الأولى لمسيرة فنية واعدة، حيث بدأت برسم البورتريهات والوجوه، مظهرة براعتها في التقاط تفاصيل الشخصيات، حتى وصلت إلى رسم وجوه فنانين كبار.
وكان للدعم العائلي والمهني دور كبير في مسيرة الفنانة كوثر بوسحابي، فقد ساعدها فنان كبير وهو بالمناسبة صديق والدها، في توجيه موهبتها وصقلها، وكذلك عائلتها الصغيرة والكبيرة، والتي كان لها دور بارز وكبير في تشجيعها، لم تكن الرحلة سهلة في بداياتها، لكن الفنانة بوسحابي أثبتت أن العمل الجاد والصبر هما مفتاح النجاح، بفضل تفانيها وإصرارها، وجدت مكانتها في الفن التجريدي، وابتكرت ما يُعرف الآن بالفن الازدواجي، الذي يعبر عن التعقيدات العاطفية والجوانب المتناقضة في الهوية الإنسانية.
تستوحي كوثر بوسحابي، أفكارها من استكشاف التعقيدات العاطفية والهوية الإنسانية، تعمقت في مفهوم الازدواجية، حيث ترى أن لكل شخص جوانب متناقضة من الشخصية والخبرة، إذ تعبر بوسحابي عن هذا المفهوم من خلال وجوه تمثل جوانب مختلفة من النفس البشرية، مما يضفي على أعمالها عمقًا فلسفيًا وبُعدًا تأمليًا.
وتعتمد الفنانة بوسحابي في لوحاتها على استخدام الألوان بطريقة مقصودة، تعكس الحالة المزاجية وأجواء العمل، حيث توظف الألوان الفاتحة لإضفاء الدفء والحيوية، وتدمجها بالألوان القاتمة لخلق تأثير بصري مميز يمنح اللوحة معنى أعمق. هذا التوازن الدقيق بين الألوان يبرز مهارتها الفنية وقدرتها على التعبير عن المشاعر والأفكار بشكل بصري مذهل.
وتهدف الفنانة كوثر بوسحابي من خلال أعمالها الفنية إلى إثارة الشعور والتأمل، كما تسعى إلى تحفيز محادثات حول التفاصيل الدقيقة في التجربة الإنسانية والجمال المتعدد الأوجه، كما تطمح إلى أن تكون جزءًا من الحركة الفنية العالمية، وتعمل على عرض أعمالها في المعارض والمحافل الدولية.
بالإضافة إلى إبداعها الفني، تسعى الفنانة التشكيلية كوثر بوسحابي إلى مشاركة معرفتها وخبراتها مع الجيل الجديد من الفنانين، فهي تهدف إلى تنظيم ورشات تعليمية للشباب والأطفال، لمساعدتهم في اكتشاف قدراتهم الإبداعية وتطويرها، حيث أنها بهذا العمل، تأمل أن تلهم الجيل الجديد وتساهم في إثراء الساحة الفنية العالمية.
تعتبر مسيرة كوثر بوسحابي الفنية نموذجًا للإبداع والمثابرة من بداياتها المتواضعة إلى تحقيقها انطلاقة واعدة، فنانة طموحة تثبت أن الإصرار والعمل الجاد يمكنهما تحقيق الأحلام. برؤيتها العميقة وقدرتها على التعبير عن تعقيدات النفس البشرية، تسعى الفنانة الخلوقة بوسحابي إلى ترك بصمة لا تُمحى في عالم الفن، وإلهام الأجيال القادمة لتحقيق طموحاتهم الإبداعية.