رسالة سيادة المطران عطاالله حنا من كنيسة القيامة : أنتم الأحرار وأنتم الأشراف الذين لا تخافون قول كلمة حق في هذا الزمن الرديء.

رسالة سيادة المطران عطاالله حنا من كنيسة القيامة :   أنتم الأحرار وأنتم الأشراف الذين لا تخافون قول كلمة حق في هذا الزمن الرديء.

إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين

سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ومن القدس المحتلة يوجه رسالة صوتية يقول فيها :

أيها الأحباء أيها الزملاء والأصدقاء أخاطبكم مجدداً من رحاب القدس الشريف من رحاب كنيسة القيامة والمسجد الأقصى .

أخاطبكم من أرضٍ مقدسةٍ مباركه تعاني من الاحتلال والاستعمار الذي يسعى لطمس معالم مدينتنا وتزوير تاريخها وسرقتها بشكلٍ كلي .

ما يحدث في القدس إنما هي عمليه تزوير ممنهجة لتاريخ مدينةٍ مقدسة هي عاصمة فلسطين “القدس”  المدينة العربية الفلسطينية عاصمة فلسطين وحاضنة أهم المقدسات المسيحية والإسلامية .

القدس تعاني والقدس يتم التآمر عليها وعلى أبنائها وعلى شعبها ففي الوقت الذي فيه تُباد غزه وتدمر المنازل على من فيها .

إنها حرب الإبادة في غزة التي تستهدف شعبنا وفي الوقت الذي فيه يعتدى على لبنان الشقيق وفي الوقت الذي فيه تدمر المنازل والأبنية على قاطنيها نلحظ أن هنالك إمعاناً احتلالياً في استهداف القدس ومقدساتها وهويتها .

ما أود أن أقوله لكم في صبيحة هذا اليوم :

لأن مسؤولية الدفاع عن القدس تقع على عاتقنا جميعاً إنها أمانة في أعناق أمتنا والمسيحيين والمسلمين والأحرار في كل مكان في هذا العالم..

ولكننا اليوم أيها الأحبة ومن قلب القدس الجريحة نلتفت إلى غزة نلتفت إلى أهلنا هناك الذين يقتلون ويجوعون وينكل بهم بطريقة لا يمكن أن نصفها بالكلمات  .

إن هذه المأساة يجب أن تتوقف ويجب أن تنتهي .

يجب أن تتوقف هذه الكارثة وهذه المأساة  المروعة التي يعاني منها أهلنا في غزة وكذلك في لبنان حيث هنالك استهدافٌ للبنان وهنالك استهدافٌ لسورية ولليمن وللعراق .

من يعتدي على فلسطين وعلى لبنان إنما يعتدي على الأمة كلها .

ما هو مطلوب منا في هذه المرحلة أن نكون على قدرٍ كبيرٍ من الوعي في زمنٍ فيه كثيرٌ من التضليل والأبواق الإعلامية التي التي تضلل والتي تسعى لنشر الفتن والتشرذم والإحباط والقنوط في نفوس أبناء أمتنا .

الانتصار لكي يكون يجب أن تكون الإرادة قوية وصلبة والمعنويات عالية .

هم يريدوننا أعداؤنا يريدوننا أن نكون غارقين في ثقافة الإحباط واليأس والقنوط والاستسلام وهذا لن يكون لن نسمح لهم  ولأبواقهم بكافة مسمياتها وأوصافها بأن تغرقنا في ثقافة الإحباط والقنوط .

فنحن أصحاب قضيةٍ عادلة وندافع عن حق نحن أصحاب الحق وأعداؤنا هم أصحاب الباطل والحق هو الذي ينتصر على الباطل
أيُّها الأحباء .

نداؤنا من قلب القدس من قلب كنيسة القيامة “أوقفوا الحرب أوقفوا العدوان” الذي يتعرض له أهلنا في غزة وأهلنا في لبنان شعوب هذه المنطقة شعوب هذا المشرق تستحق أن تعيش في أوطانها بسلام .

الفلسطينيون يستحقون أن يعيشوا في بلدهم بحريةٍ وسلام بعيداً عن الاستعمار والاحتلال والقتل والدمار والصواريخ .

أهل غزة الذين أكثر من عام يقتلون وتدمر منازلهم ويعتدى على دور العبادة وعلى المستشفيات وعلى كل شيء.

أهل غزة هم بشر خلقهم الله كما خلق كل إنسان في هذا العالم وهم يستحقون أن يعيشوا حياة أفضل هم محكوم عليهم اليوم بالإعدام قتلاً وتجويعاً وتنكيلاً .

ونحن نتساءل أين هو العالم من كل هذا؟!

أين هم العرب القادة العرب جامعة الدول العربية ؟!

أين الأحرار من كل هذا؟!

يجب أن نرفع الصوت عالياً مطالبين بأن تتوقف حرب الإبادة.

يومياً نتلقى نداءات استغاثه من غزة من شمال غزة من كل من كل أرجاء القطاع .

نداءات استغاثة يقولون لنا :
نحن نموت قصفاً وجوعاً وعطشاً وتنكيلاً فكونوا لسان حالٍ لكل هؤلاء الذين يضطهدون ويستهدفون فلتتوقف الحرب نداؤنا أن تتوقف الحرب هذا العدوان على غزة وعلى لبنان.

لكم مني كل التحية والتقدير فأنتم الأحرار وأنتم الأشراف وأنتم أولئك الذين لا تخافون من أن تقولوا كلمة حق في هذا الزمن الرديء الذي كثر فيه المتآمرون والمتخاذلون والصامتون .

نحن المنتصرون نحن المنتصرون لأننا أصحاب القضية العادلة ولكم مني كل المحبة .