سيادة المطران عطا الله حنا للوفد الكنسي التشيلي : فليرتفع الصوت عالياً في هذه الأوقات العصيبة في المطالبة بوقف الحرب التي أدت الى هذا الكم الهائل من المآسي والكوارث الإنسانية .
إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين
خلال استقبال سيادة المطران عطاالله حنا وفدأ كنسياً من “تشيلي” ضم عدداً من ممثلي الكنائس المسيحية هناك والذين وصلوا في زيارة تضامنية مع الشعب الفلسطيني وبهدف المطالبة بإنهاء الحرب وتحقيق العدالة المغيبة في هذه الأرض المقدسة .
حيث استقبلهم سيادته في كنيسة القيامة مرحباً بهم و قائلاً لهم :
بأن اجتماعنا اليوم في هذا المكان الأقدس والأهم في الإيمان والعقيدة المسيحية إنما هو تعبير عن صرخة نطلقها من هذا المكان لعلها تصل إلى حيثما يجب أن تصل من أجل وقف نزيف غزة ووقف هذا العدوان الغاشم الذي أدى إلى الكثير من المآسي والكوارث الانسانية .
إن هذه الحرب يجب أن تتوقف سريعاً وهي عقاب جماعي واستهداف للمدنيين وخاصةً شريحة الأطفال .
قطاع غزة كله أضحى مدمراً وغالبية السكان أصبحوا لاجئين في وطنهم .
وهم الذين عانوا من النكبة وتبعاتها عام 48 وها هم يعيشون نكبة جديدة ومتجددة في ظل أوضاع كارثية و مأساوية .
إن مطلبنا الأول والأخير والوحيد في هذه الأيام الأليمة و العصيبة التي نمر بها هو أن تتوقف الحرب التي أدمت قلوبنا جميعاً و جعلتنا نعيش في حالة ألم وحزن وحسرة على أبرياء يقتلون بدم بارد دون أي وازع إنساني أو أخلاقي .
وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا:
فبأي سبب يقتل المدنيون في غزة ويستهدف الأطفال ويتم تجويع المواطنين ؟!
إن غزة بلد الخيرات أضحى فيها المواطنون يعيشون في أوضاع كارثية فلا الماء متاح ولا الطعام متاح ولا الدواء الذي يحتاجه المرضى متاحا و كأن عقارب الساعة قد توقفت في غزة والكل يعانون من أوضاع مأساوية و كارثية .
والأنكى من ذلك أن سلطات الاحتلال تمنع وصول المواد الإغاثية فالمبادرات الإنسانية التي أطلقت بهدف إيصال ما تيسر من طعام ودواء وماء إنما قد توقفت لأنه أمر مستحيل في ظل الأوضاع الراهنة أن يصل شيئاً إلى غزة .
وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:
من يتحمل مسؤولية هذه الكارثة ليس فقط الاحتلال بل كل من يدعمه بالمال والسلاح لا بل الصامتون أيضاً و المتفرجون يتحملون قسطاً وفيراً من المسؤولية .
فأمام هذه الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية لا مجال للصمت بل يجب أن يرفع الصوت عالياً منادياً بوقف هذه الحرب وهذه المأساة .
في أدبياتنا المسيحية نحن نرفض الحروب ولا يمكننا أن نقبل بها كما أننا نرفض العنف والقتل واستهداف حياة الإنسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله ومن يعتدي على الحياة البشرية إنما يعتدي على الإرادة الإلهية.
وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:
ما يحدث اليوم في غزة إنما هي وصمة عار في جبين الإنسانية فنحن في الشهر التاسع للحرب ولم تفلح حتى هذه الساعة الجهود والمبادرات التي أطلقت بهدف وقف العدوان.
نحييكم على مواقفكم وعلى إنسانيتكم وعلى رغبتكم الصادقة في مساعدة شعبنا ومن هنا من كنيسة القيامة في القدس نبعث بنداء عاجل إلى كل المرجعيات الروحية في العالم وإلى كل المرجعيات الحقوقية والإنسانية بضرورة أن يتحمل كل واحد منهم مسؤوليته وأن يقوم بواجبه في وقف الحرب أولاً وفي العمل على إغاثة أهلنا هناك ثانياً الذين يتضورون جوعاً ويعانون من أوضاع مأساوية كارثية.
وفي نهاية اللقاء….
قدم سيادته للوفد تقريراً تفصيلياً عن أحوال غزة وعن أحوال المسيحيين فيها وقد بقي عدد قليل منهم في الكنيسة الأرثوذكسية وفي الكنيسة الكاثوليكية .
وعن أوضاع مدينة القدس وما تتعرض له حيث أن الفلسطينيين يستهدفون في مقدساتهم و أوقافهم وكافة تفاصيل حياتهم .
كما وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات .