السفارة الإيرانية في صنعاء تُحيي الذكرى ال ٣٥ لرحيل مؤسس وقائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني
اكد عضو السياسي الأعلى سلطان السامعي أن إيران ومشروع ثورة الإمام الخميني ستظل نبراسا تضيء لكل الأحرار في العالم طريق الحرية، الذي أصبح واضحاً في تزعم وقيادة محور المقاومة، وجعله أقوى مما كان عليه
والذي اتضح جليا في فلسطين، واليمن، ولبنان، وإيران، وسوريا، الذين يتصدون لقوى الشر والاستكبار العالمي، وفي مقدمتهم أمريكا والكيان الصهيوني.
واشار في الفريق سلطان السامعي في كلمة له في الفعالية الخطابية التي اقامتها سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بصنعاء صباح اليوم بمناسبة الذكرى الـ35 لرحيل مؤسس وقائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني، .
إلى أن، ثورة الإمام الخميني التي جاءت في زمن كانت شعوب المنطقة العربية والإسلامية ممزقة، ويعبث فيها المستعمر بشكل مباشر وغير مباشر.
ولفت إلى أن الثورة الإيرانية، عام 1979م، جاءت والأمة العربية قد سلمت وعملت المصالحة مع الكيان الصهيوني في الوقت الذي سلّم الإمام الخميني سفارة إسرائيل للفلسطينيين في العاصمة الإيرانية (طهران) كأول عمل يقوم به دعماً للقضية الفلسطينية.
ولفت السامعي إلى تفاعل الشعب اليمني وشعوب المنطقة مع الثورة الإيرانية من خلال قيام الشباب، خلال تلك الفترة، برفع شعار وصور الخُميني، ما جعل دول الغرب تدق ناقوس الخطر من اجتياح الثورة الإسلامية الإيرانية المنطقة، وقامت بوضع المؤامرات والمخططات لإفشالها من خلال إشعال فتيل الحرب بين العراق وإيران، وزرع الحقد والبغضاء ضد الجمهورية الإسلامية الوليدة.
وأكد أن ذلك العمل كان عملا استخباراتيا أمريكيا بتواطؤ ودعم غربي، لمحاولة وأد الثورة الإيرانية وإفشالها.. مبيناً أن الإمام الخميني استمر في مواجهة قوى الظلم والجبروت رغم المحاولات العديدة للاغتيالات، التي طالت الكثير من قيادات الدولة.
بدوره أشار مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى- رئيس اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى، العلامة محمد مفتاح، إلى أن الإمام الخميني كان له الأثر البارز في توحيد الأمة بعد أن حاول الأعداء إضعافها.
ولفت إلى أن الإمام الخميني أعاد الأمة إلى نصابها بعد أن ضاعت ردحاً من الزمن في الخلافات البينية، وامتدت بركات الثورة الإسلامية إلى المنطقة والعالم لمواجهة تيار الانحلال والجبروت والإجرام والإفساد العالمي.
وقال: “جاء الإمام الخميني في ظل أوضاع مأساوية، واستطاع أن يحرك ضمائر الشعوب، ويعيد الأمة إلى مكانتها بجمع وحدتها ولمّ شملها، وأشعلت ثورته المباركة جذوة الحرية والانتصار والمظاهرات والاعتصامات من أقصى أمريكا الشمالية واللاتينية إلى أقصى بلد في آسيا”.
واعتبر العلامة مفتاح محور المقاومة أحد إنجازات الثورة الإسلامية لتسطر أروع وأنصع صور الأخوة والروح الجهادية في وجه أشر حملة عرفها تاريخ البشرية، وأشنع عار في تاريخ العرب والمسلمين، خاصة عندما تستمر جرائم الإبادة الجماعية بحق سكان غزة على مدى ثمانية أشهر في ظل صمت وخذلان وتسلط الأنظمة العربية المنبطحة والعميلة، التي لم تحرك ساكناً.
وتطرق إلى معاناة الإمام الخميني جراء محاربته من قبل المؤسسات الدينية آنذاك.. مبيناً أن “الكثيرين يصورون من يقوم بواجباته الدينية ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، إنما هو صاحب مشروع فتنة وضلال، في حين أن الإمام الخميني والشهيد القائد، السيد حسين بدر الدين الحوثي، كانا من المجددين للأمة، وواجها قوى الاستكبار والصلف العالمي”.
وفي الفعالية، التي حضرها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، المهندس هشام شرف، أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، عبدالله النعمي، أن الإمام الخميني تحرك في وضع سيئ سبقه استعمار ووضع عربي مفكك، وحقق في ثورته ما لم تحققه كل الثورات العربية التي حدثت قبله، والتي جاءت بعده.
وأشار إلى أن قوى الاستكبار العالمي أدركت جيداً خطورة الثورة الإيرانية لذلك حاولت وأدها، وإفشالها بكل السبل، وتصدى لها العالم بأكمله.. مبيناً أن الإمام الخميني تميز في ثورته بمواقفه القوية والثابتة وحدد البوصلة في توجيه العداء للعدو الحقيقي، وجعل للقضية الفلسطينية حيويتها وأهميتها.
ولفت النعمي إلى أن الإمام الخميني حدد في ثورته أن سبب المشاكل والحروب في العالم مصدرها أمريكا و”إسرائيل”، واستمر في ثباته رغم الحروب التي شنت عليه، وظلت تحركاته وثورته محل استلهام لكل الحركات الإسلامية بغض النظر عن توجهاتها.
وذكر أنه “لولا ثورة الإمام الخميني لكان وضع العرب أكثر سوءا عما هو عليه الآن، ولكانت “إسرائيل” قد ابتلعت لبنان وسوريا، وأجزاء من مصر والأردن، ولولاه لما وجدت المقاومة من يدعمها، أو يقف إلى جانبها، ولما كانت هنالك مقاومة بالمعنى الصحيح”.. واصفا خطابات بالعالمية، التي لم يكن فيها أي نفّس طائفي أو عرقي بل لاقت ترحاباً في قلوب الناس.
وأوضح أن الخميني أعاد للناس الأمل بأن الإسلام بإمكانه أن يحكم، وأن يحقق العدالة، وأن يسود، وأن الإسلام له رؤية ومشروع بعد أن كان الغرب قد أوصل قناعة حتى في أوساط النخب الإسلامية أن الإسلام ليس قادراً أن يحكم ولا يمتلك رؤية.
فيما استعرض رئيس جامعة صعدة، الدكتور عبد الرحيم الحمران، محطات من سيرة وحياة الإمام الخميني ومناقبه وأخلاقه والقضايا التي حملها في نصرة المستضعفين.. مؤكداً أهمية جعل ذكرى رحيله فرصة لاستذكار مواقفه ودوره في إيقاظ ضمير الأمة لمواجهة قوى الاستكبار والطغيان العالمي.
تخلل الفعالية، التي حضرها عدد من الوزراء ونوابهم وأعضاء من مجلسي النواب والشورى، عرض تناول جوانب من حياة الإمام الخميني، وقصيدة ألقاها عضو مجلس الشورى، هادي الرزامي، وأنشودة السلام للمنشد عبدالسلام القحوم